شهدت مناطق شمال وشمال شرق سوريا خلال الأيام الأخيرة قصفاً كثيفاً من البر والجو من…
الاتفاق التركي الأمريكي في حل القضية السورية، ملخص مقترح معهد “هادسون”.
نشر معهد “هادسون” للدراسات مقترح للسياسة الأمريكية الجديدة في إدارة الحرب السورية وعلاقتها بأطراف الصراع حيث نوه المعهد أن الحرب الأوكرانية دفعت الأمريكيين إلى إعادة إكتشاف ضرورة التحالف العسكري مع الأتراك وأنه لاغنى عن تركيا كقوة موازنة لروسيا، حيث كانت سمعة تركيا في واشنطن متدنية للغاية بسبب توغلها العسكري في سوريا ، والنزاعات مع اليونان في بحر إيجه وشرق البحر الأبيض المتوسط، والحصول على أنظمة الدفاع الجوي الروسي S-400 ،فيما جاءت الحرب الأوكرانية التي أعادة إمكانية إحياء التعاون بين واشنطن وتركيا ، حيث بدأ تحسن موقف البيت الأبيض على خلفية الحرب الروسية الأوكرانيا، وأن هذا الغزو لأوروبا يعتبر الأول منذ عام 1945، حيث يقع على عاتق الرئيس جو بايدن: البحث عن شركاء عسكريين قادرين على تحقيق التوازن مع روسيا ، والبحث عن موردين غاز طبيعي لأوروبا، وكلا الأمرين أدى إلى أنقرة.
حيث بدأ البيت الأبيض ينظر إلى القوة العسكرية التركية من منظور حرب أوكرانيا،وزاد أيضاً وعيه بقيمة تركيا لأمن الطاقة الأوربي، رغم أن تركيا ليست مورداً رئيسياً للطاقة، إلا أنها ساهمت بدور فعال في بناء ممر الغاز الجنوبي الذي ينقل الغاز من أذربيجان إلى إيطاليا عبر جورجيا وتركيا واليونان و ألبانيا وبدون القوة العسكرية التركية والدبلوماسية التركية ، لما كان الممر الأوسط موجوداً- لأن موسكو وطهران ستعملان معاً لإغلاقه.
لاكن يبقى العمل الأصعب أمام الولايات المتحدة هو قرار اتخذ منذ أكثر من ثماني سنوات يمنع واشنطن من جني الفوائد الكاملة للثقة التركية ، عام 2014 اتخذ الرئيس باراك أوباما الخطوة المصيرية بتحويل مليشيا pkk إلى الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في الحرب ضد تنظيم (داعش) تسبب في أضرار جسيمة في العلاقات الأمريكية التركية كما يعتبر حزب pkk هو الذراع السورية لحزب العمال الكردستاني ، وهو منظمة إرهابية خاضت تمرداً منذ عقود بهدف إقامة دولة كردية مستقلة في شرق تركيا، وبالتالي فإن مواجهة تنظيم pkk حتى لا يتمكن من بناء دويلة مستقلة في سوريا هي ضرورة جيوسياسية لتركيا.
وبحسب معهد هادسون “فإن إدارة بايدن؟ أمام ثلاث سيناريوهات أساسية.
أولاً الانسحاب من الأراضي السورية على غرار الانسحاب من أفغانستان حيث سيخلق خروجها فراغًا في شرق سوريا يمكن أن تملأه تركيا وروسيا وإيران في هذه الحالة ، ستخرج تركيا وحدات حماية الشعب الكردية من حدودها وتفكك أي هياكل سياسية أنشأها التنظيم مع الولايات المتحدة ومن المرجح أن يسعى الأتراك للسيطرة على منطقة عازلة بعمق 30 ميلاً داخل سوريا كذلك ستسيطر روسيا وإيران على المناطق التي ستخليها القوات الأمريكية جنوبا، في أماكن مثل دير الزور.
ثانياً يمكن للولايات المتحدة أن تستمر في التدخل ، والحفاظ على تحالفها مع وحدات حماية الشعب ولكن سيساهم هذا الخيار في حث تركيا ، وتحفيزها على العمل مع روسيا ، وليس الولايات المتحدة لحل تحدياتها الأمنية في سوريا وبعد أن أصبحت صفة مراقب، ستراقب الولايات المتحدة من الهامش روسيا (ناهيك عن إيران) وهي تعمل مع تركيا لتشكيل مستقبل سوريا وبمرور الوقت، ستصبح واشنطن على نحو متزايد غير ذات صلة بالتطورات على الأرض وستتفاوض على رحيل قواتها بعبارة أخرى السيناريو الثاني يؤخر فقط السيناريو الأول ثم ينتقل إليه.
ثالثاً يستلزم العمل مع تركيا لبناء سوريا تخدم مصالح الولايات المتحدة وحلفائها هذه الخطوة منطقية، لكنها تحمل تكلفة سياسية باهظة مقدمًا، لكسب الأتراك يتعين على الولايات المتحدة إنهاء تحالفها مع وحدات حماية الشعب” لأنه يستحيل التوفيق بين تركيا وحزب العمال الكردستاني.
ويرى مراقبون أن تقارب الولايات المتحدة مع الجانب التركي بدأ يترجم على شكل خطوات كان أبرزها عقد اجتماعات مكثفة بين الولايات المتحدة وقائد فصيل ثوار الرقة “أبو عيسى” ودعمه بسلاح والعتاد ومحاولة إيجاد مكون عربي ضمن قسد ترتضيه كلا من أمريكا وتركيا مما يدفع بتركيا التخلي عن عملياتها العسكرية وهذا مما يرجح العمل بالسيناريو الثالث.
This Post Has 0 Comments